أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب،
شيخ الأزهر الشريف، أن الإسلام كان الأسبق في الاهتمام بحقوق الطفل، وإن هذا الاهتمام
يبدأ قبلما يكونوا أجنّة وحتى يبلغوا مبلغ الرجال.
وأضاف الإمام الأكبر، في كلمته بالجلسة
الختامية لملتقى تحالف الأديان، إننا في حاجة للاستضاءة بقيم الإسلام وباقي الأديان
في مسألة حقوق الأطفال ورعايتهم، متابعا: "يُجمع علماء المسلمين على أن شريعة
الإسلام تقوم على 5 مقاصد، هي: حفظ النفس، والدين، والعقل، والمال، والنسل، وهي أسس
الاستقرار والهدوء النفسي، وقد أحاطت الشريعة هذه الأركان بضوابط صارمة، لتحقيقها وحمايتها
من كل ما يعبث بها".
وشدد شيخ الأزهر أن الإسلام أحاط قضية حفظ
النسل وحقوق الأطفال بأحكام لم تتكرر في أي منظومة اجتماعية أو ثقافية أو فلسفية، ويتجلى
ذلك في توجيه الوالد باختيار أم لا يُعيّر بها الطفل، ثم اختيار اسم لا يتسبب له في
أذى ولا يُسلمه فريسة للعزلة والانطواء والتوحد. ضاربا المثل بابنة عمر بن الخطاب
"عاصية" التي بدّل الرسول اسمها لتصبح "جميلة".
واستعرض فضيلة الإمام الأكبر شواهد عديدة
من ضمان الإسلام لحقوق الطفل، منها الاحتفاظ بحقه في الميراث منذ تشكله في بطن أمه،
وتحريم الإجهاض متى حلّت الحياة في الجنين ما لم يكن الحمل خطرا على صحة الأم.
وتابع شيخ الأزهر: "القول بإباحة إجهاض
الجنين المشوّه قول غير صحيح، لأن من المعلوم أن الحياة لا تخلو من الآلام بحال من
الأحوال، وليس الحل في إباحة إجهاض الأجنة المشوهة وإنما في إنشاء مؤسسات اجتماعية
لإيوائهم".