كتب ـ رفاعي البرديسي
داخل غرفة العناية المركزة عجوز تجاوزت الستين من عمرها راقدة على سرير
بين يدى الله بعد أن دخلت في غيبوبة محاطة بأسلاك الأجهزة الطبية وبين
ذراعيها يتدلى أنبوب تحصل من خلاله على الدواء والمحاليل الطبية التي تعطي
للمرضى وهي تسمع أصوات أجهزة نبض القلب وقراءة الأجهزة الحيوية ودبيب جهاز
التنفس الصناعي.
وسط ذلك المشهد الذي يدمي القلوب ويرفع الأيدى
بالدعاء ويذرف الدموع خشوعا من ضعف الإنسان واقتراب النهاية وبدلا من أن
يكون فريق التمريض متأهبا لاستدعاء الطبيب أو الإسراع لتسلم نتائج التحاليل
أو استقبال اتصال تليفوني من أسر المرضى يزرعون فيهم بسمة وأملا في تحسن
الحالة أو مراقبة نبض القلب على أسرة المستشفى كانت الممرضة تستعد للخروج
من الرحمة إلى الخطيئة وتخلع رداء ملائكة الرحمة لترتدى عباءة الشيطان.
فمع اقتراب الساعة الثالثة فجرا وداخل غرفة العناية المركزة وبين الستائر
الحاجزة بين أسرة العناية كانت الشيطانة الممرضة تعبث مع عشيقها ويتبادلان
القبلات. ويبدو أن أصوات المجون والقبح قد وصلت إلى فرد الأمن بالمستشفى
الحكومى الذى اندفع خوفا على المرضي ليفاجأ بالفاجعة.. الممرضة فى أحضان
عشيقها وملابسهما ملقاة على أسرة المرضى وعلى بعد أمتار السيدة العجوز
المريضة ملقاة في غيبوبة ليستدعي رجال الشرطة المكلفين بالخدمة بالمستشفى
ويلقون القبض على الممرضة وعشيقها، وممرضة أخرى كانت تقف أمام العناية
المركزة لتنبيه العاشقين عند قدوم أى من أسر المرضى أو الأطباء، ليتم القبض
على الشياطين الثلاثة الذين استهانوا بحرمة المستشفى وقدسية ورسالة مهنة
التمريض.
فالممرضة الشيطانة استغلت خروج معظم المرضى من العناية
المركزة بالمستشفى الحكومى وبقيت السيدة المريضة التي تعاني من غيبوبة
واتفقت مع عشيقها علي الحضور لها في المستشفى، ولم تحافظ على زوجها وارتمت
في أحضان الخيانة مع عشيقها القادم لها من مدينة المنصورة، واتفقت مع
صديقتها الممرضة على أن تأتي إلى المستشفى فى الموعد المتفق عليه لتساعده
على تجاوز إجراءات الأمن والدخول إلى المستشفى.
وبالفعل جاء العشيق
الى باب المستشفى فى الموعد المحدد حاملا حقيبة في يده وبدأت الممرضة فى
مساعدته للدخول بعد أن قالت لأفراد الأمن إنه مريض، وتمكن العشيق من الدخول
إلي عشيقته المنتظرة في العناية المركزة متعللة بأن العشيق جاء بالدواء
لأحد المرضي ولم يكن يدرى موظف الأمن أن بداخل الحقيبة ليس دواء وإنما
أطعمة وزجاجات من الخمر استعدادا لليلة حمراء جديدة مع عشيقته والتي انتهت
بالقبض عليهم جميعا.
حيث تلقى اللواء علاء سليم، مساعد وزير
الداخلية لقطاع الأمن العام، إخطارا بالواقعة، فأمر بتشكيل فريق بحث من
قطاع الأمن العام ومباحث الإسكندرية قاده اللواء محمود أبو عمرة، مدير
الإدارة العامة للمباحث الجنائية بقطاع الأمن العام، لسرعة التحريات حول
الواقعة.
وكان اللواء محمد الشريف، مساعد وزير الداخلية مدير أمن
الإسكندرية، قد تلقى إخطارا بالواقعة من اللواء شريف رءوف، مدير المباحث،
وأمر بإحالة المتهمين إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيق، لينكر
المتهمون الواقعة ويتعللون بأن العشيق جاء لسداد مبلغ مالي للممرضة، إلا أن
الهاتف المحمول للعشيق أثبت الواقعة عقب تحفظ أفراد الأمن عليه، وبتفريغ
محتوياته ثبت أن به صورا عارية للممرضة، بالإضافة إلى صور العاشقين،
وبالإضافة إلى شهادة أفراد الأمن وضبط المتهمين داخل العناية المركزة
والتحفظ على متعلقاتهما،.
وقد وجهت لهم النيابة تهمة الفعل الفاضح،
وأمر المستشار أشرف المغربي، المحامي العام لنيابات المنتزه، بحبس المتهمين
الثلاثة أربعة أيام على ذمة التحقيق، لتنتهى تلك الليلة التي أرادها
العاشقان بحثا عن المتعة الحرام داخل جدران المستشفى إلى خلف الأسوار .